الأحد، 29 مارس 2009

الرسالة الثامنة ( حبيبتي والقدر.رسالة الي التلفزيون المصري)

نعم كانت الفكرة هي أن أبعث برسالة الى برنامج لقاء وآراء المشاهدين وأقدم أهداء صريح بأسم حبيبتي كاملا وكان ذلك التصرف....جنونيا بدرجة انتحار....حيث أن الرسالة مبعوثة بأسمي وعنواني وبها أهداء صريح بأسمها...معنى ذلك أنه لو أذيعت وأستمع أحد من القرية تلك الرسالة ..فستكون نهايتي المحتومة...ويعزز ذلك الرأى التقاليد العمياء بالبلدة إضافة الي العداء الأزلي بين العائلتين ..فأما هلاك وإما تهلكة......وبعد أسبوع من إرسالي الرسالة بواسطة البوسطة كنت متابع فيها حلقات البرنامج بشغف وجنون... شاء القدر أن تذاع رسالتي...وقدموا اهدائي لها بإسمها الثلاثي لم ينقصوا شيئا....وكنت قد طلبت لها أغنية (هودعك) للمطرب محمد فؤاد....وفعلا تم أذاعتها في ذهول مني وعدم تصديق ما أسمع وما أشاهد.....فكانت تلك أسعد لحظات حياتي وأدهشها لمجرد لحظات ثم انتظرت هلاكي ....لقد انتظرت ثورة ورسمت ببالي غزوة...وقدرت فيها لقاء مصرعي...فحان وقت حصاد جنوني.....فلقد تفاجئت بعد يوميين من ذلك الحادث ....بقدوم فتاه سوداء الي منزلنا.وكان غريب هذا القدوم الذي لفت انتباه الجميع...أعرف عنها أنها خادمة بيت العمدة...استقبلتها والدتي وأكرمتها...ودودت لها شيئا ثم انصرفت. ..وفي طريقها همست لي أن أقابلها في مكان وصفته لي وكان بعيدا عن الأنظار....لقد طار قلبي حين سمعت ذلك الهمس...وهبطت ببالي بلايين الأحتمالات منها اللطيف ومنها المرعب فلم أجد نفسي الا عاجز عن الكلام واكتفيت بالأيماء برأسي...والموافقة...اتري ماذا يخبئ لي اقدر...وعلى الرغم من توقعي الشر والدسيسة إلا أني قررت أقتحام عواقب جنوني بنفسي فذهبت الى أرض الميعاد....وكنت أنتظر رصاصة تأتي من أي أتجاه...وبينما أنا في تركيزي قدمت السوداء فحيتني ...فهلعت من تحيتها...فابتسمت فارتاح قلبي ...وهدأت سريرتي...ولملمت لساني ...وجمعت كلماتي...لكني لم أتكلم...حتي أخبرتني أنها قادمة لتوصل لي رسالة من فلانة بنت فلان .فاصفر وجهي حين نطقها وكدت أقع مغشيا علي...حتى تمالكت نفسي وقلت خير...قالت خير...فأحمر وجهي ورجعت به دمويته...فأخبرتني أنها تسألني ...هل كنت أقصدها من الرسالة التي بعثتها وأذيعت علي التلفزيون....أم أني كنت أقصد غيرها ومجرد تشابه أسماء....لقد صدمت بهذا السؤال ولم أكن أتخيل هذا الموقف أن يحدث أبدا كنت أعده من المستحيلات...ولكني قبل الأجابة...حاولت..الأقتراب من الخادمة...والدخول في أعماقها بحوار استنتجت منه أنه كانت هي (الخادمة) وهي(محبوبتي)وهي(والدة محبوبتي) يجلسن متسامرين أمام التلفاز....حتى بداء برنامج يقدم أغاني..فانتهين من حديثهن وأخذن يستمعن...وفوجئن بأسم شخص من القرية تذاع بأسمه رساله فاستمعن...فتذكرت هي (محبوبتي)هذا الأسم وأيام الأبتدائية....وفوجئت بسماع أسمها فتأكدت من أنه (أنا)...فلم تصدق ...فأرسلت تتسأئل....وأوهمت أمها أن صديقة لها.. تحمل نفس الأسم(أسم محبوبتي) كانت صديقتها وهي التي أنا قد أرسلت لها الأهداء وليس لبنت العمدة(حتى لا تحدث كارثة) وكان ذلك ذكاء منها حقا .....وبعد انتهاء الحوار بيني وبين خادمة محبوبتي....أجبت سؤالها....بنعم...وقلت لها (الخادمة) تعالي لي غدا في نفس المكان...سأمنحك خطابا به توضيح ما حدث......فوافقت...ومضت...ومضيت في طريقي الي البيت وأنا في ذهول مما حدث....وفي ذهول مما مخطط أن يحدث (الخطاب).... وفي المرة القادمة لنرى مخطط القدر

السبت، 28 مارس 2009

الرسالة السابعة (برزخ الغرام)

وبعد أن تحول الذئب الهائج الي قط هارب..والعودة بسرعة البرق الي البلدة...مررت ليلا ببيت الحبيب..فوجدت الأنوار قد أنطفئت والشبابيك قد أغلقت...حتي أنت يا شباك الحبيب...مالك لاتفتح ؟...هل أنت حزين مثلي لخطبتها ؟...أم أنك مغلق بأمر من خطيبها....واصبراه سأنتظر حتي الصباح لأراها من خرم الحائط.....مضيت بخطي ثقيلة...كل خطوة تجر أختها..لا ترغب أرجلي في المضي من مكان الحبيب...حتي مشاعري التي احتويتها بين أضلعي...مزقتني....إذ تغشت شباك الحبيب..فلما يئست منهم جميعا تركتهم عندها ..وذهبت بلا قلب ولا جوارح...وصلت المنزل ودخلت حجرتي...وكأني دخلت قبري....إلا أن القبر ليس به سرير...وجائني ملك العذاب في صورة خطيب حبيبتي فأخذ يعذبني ...وما أتي الصباح حتي كاد يهلكني...فقمت هاربا من قبري...فمضي النهار مسرعا برقا...فعدت الي عذابي....حتي انتظرت النهار فلما أتي هربت...برقا مضي فرجعت...طال دفني...أين المفر....واستمر ذلك البرزخ الغرامي ثلاث سنوات كنت قد اجتزت فيهم الثانوية العامة بمجموع لا بأس به....حتى آن الآوان أن أبعث من مرقدي الى عالم جديد أسمه(الجامعة) ..حيث رأيت وجوه جديدة غير التي أعتدت رؤياها...وطباع جديدة لم أكن من قبل أراها....تري ماذا يخبيء لي القدر...لقد تغيرت مفاهيم كثيرة لدي...وتبدلت معاني...وأزيح الستار عن غمائض فوضحت...وألقي الضوء علي مخفيات فظهرت...ولكن بقي قلبي بما فيه لم يتغير...وصمم علي العناد...انه لن يستسلم ويعيش قصص شبيه غرامية جديدة ليقنع نفسه أنه نسى الحب الأول...عفوا أنه ليس كذلك...ولكن أضاف شيئا الي صفاته وهي الجرءة الغرامية والتي أتت في وقت متأخر...علي الرغم من أنه يبدوا مناسب ...وكأن القدر يرتب شيئا...حين سمعت أن خطيب حبيبتي قد تراجع عن خطبته (فسخها)...كان ذلك اليوم عيدا لي...دون معرفة سبب الفسخ...جلست أمام التلفاز أفكر في شيء أفعله ...أعوض فشلي الغرامي المتمثل في عدم الأفصاح عن حبي والمواجهة أو المخاطبة أو حتى التراسل مع حبيبتي وكان ذلك يعد من أحد المستحيلات ...لأن هناك عداء منذ قديم الأزل بين عائلتي...وعائلة العمدة الذي هو والدها..وبينما أنا أفكر في ذلك ,وإذ ببرنامج تلفزيوني بالقناه السابعة المصرية الأرضية يسمي لقاء وآراء المشاهدين يبداء أذاعته...وكان نظامه أن يرسل المشاهدون أراءهم ويهدون أغاني لمن يحبوا ويقوم بقراءة الرسائل مزيعة ...حينئذا خطرت ببالي فكرة ...تماما مثل التي خطرت ببالكم الآن....ولكن دعوها للرسالة القادمة

الجمعة، 27 مارس 2009

الرسالة السادسة (بكاء الجنون)

مضت أيام المرحلة الأعدادية وأنا أراقب حبيبتي من خلال خرم الحائط وأكتفي كل يوم بلقطة أولقطتين أعيش بهما خيال الليلة.... وكانت صورتها تزداد جمالا في خيالي كل يوم.....حتي وصلت بها الي الشكل المثالي...وعندها سكنت جوارحي...واتجهت حيث شاهدت صمت الجمال...فظللت ساكنا لا أتحرك في شئون الحياة.....حتي ظنوا أني اصبت بمرض نفسي ...أو حسدني أحد الأشرار...فأتوا لي بمشعوذ عجوز فقال قد مس ابنكم جني أرضي ولا يخرج إلا بهذا الحجاب....وفي هذة اللحظة لو لم أكن عاشقا لضحكت...لكن دموعي كانت تسيطر...فظنوا ذلك من أثر الحجاب ...وفرح العجوز بشعوزته...وخرج الجني دموعا من عيناي...لكن لو أن ذلك حقا ما ظنوا...لبقي في داخل قلبي عدد لا يحصي من الجن فلا يفرحوا بخروج جني واحد...إن حالة من البكاء الجنوني أصابتني والسكون...ويحك أيها العاشق الصغير...ربما ذلك من تداعيات سن المراهقة....لقد كرهت نفسي حينئذا....وتمنيت لو أن أموت...دون سبب لما أتمني...وأخذت أسئلة محيره تجبر عقلي علي التفكير فيها...أسئلة للمفاجئة كانت بعيدة جدا عن الحب والعشق والغرام....لقد بدأت أشعر بأن كل من حولي يكذبون علي..وشككني إبليس في نفسي...حتي ظننت أن نفسي تكذب علي وتخدعني...وأني لا أعرف نفسي التي تخدعني...وأنه ربما أهلي ليسوا بأهلي وربما قد وجدوني أمام أحد المساجد أو أحدي الكنائس أو أحد المعابد....وبدأ خيالي ينسج لي فخ أقع به مستفيدا من الطرق التي اعتادها وعرف أني أصدقها ممما مضي وما هو سائر من عالم الصمت والخيال...وكأني وقعت في محيط مظلم علما بأني لا أجيد السباحة فأما الهلاك وإما التهلكة...لقد كانت السنة الأولي من الثانوية العامة بمثابة متاهة كبري لي....أنا تائه في أنا...أناحائر من أنا....ربما انا ليس أنا...أو أني جزء من خيال...هكذا كان الوسواس القهري كما أخبرني أحد الأخصائيين الأجتماعيين حينما بعثت إليه خطاب قد رميته في بوسطة المدرسة وكان من عادته أن يجيب علي مشاكل الطلاب ناشرا الأجابة بلوحة معلقة بمكان مميز بالمدرسة....ولا أزال أتذكر الأسم الحركي الذي كنت أبعث به رسائلي وهو(واصبراه) ولا أزال أتذكر أحد ردوده حين كتب وبالنسبة ل(واصبراه) فأنت تعاني من الوسواس القهري وهذا من خصائص سن المرهقة أنصحك بعدم الأختلاء بنفسك كثيرا والألتزام بالصلاة والصوم...لقد ساعدتني نصائحة في التخلص من بعض العادات السيئة التي كانت تصاحبني في هذة المرحلة كما أني بدأت أشعر بأن أحد ينقذني فتواصلت معه متراسلا ولكن يا فرحة ما تمت فما بدأت أن أستقر نفسيا حتي وصلني خبر أن حبيبتي قد خطبها أحد أقاربها وستتزوج العام المقبل حيث كان الزواج في بلدتنا في سن مبكر للفتيات...كما أن جمالها كان أحد اسباب زواجها المبكر ومن الأسباب أيضا حرص أبوها (العمدة) علي زواجها من أبن عمها حتي لا تذهب أطيانه وثرواته الي غريب(فيالك من غريب يا عمده وأنت الأن المقبور ولم تنفعك أرضا ولا ذهبا ولكن لا أقول الا رحمك الله) أما أنا فقد فقدت مالدي من صواب وذهبت ليلا الي الصحراء التي كانت قريبة من البلدة..وأتذكر أني أصدرت صوت صارخا مثل عواء الذئب...لا أدري لماذا فعلت هذا حتي الأن...وانتفشت عضلاتي وكأنها فرحة بنضوجها المبكر...ولكن ماجري فعلا هل كنت أقصد بصوت الذئب الذي عويته أن أعلن عن ولادة وحش كاسر......سيهجم ويحرر محبوبته لنفسه....أم أنه مجرد رد فعل وانعكاس لشعور حزين كان صداه أقوي منه....لقد فقدت كل صوابي وأخت أعوي مستمراا في الجري غير محددا اتجاه..وكدت أتجنن حقا فلم أفق إلا علي طلقة رصاص من رجل سمع صوتي فظن أني ذئبا وكان يحرس مزرعته في الصحراء...من الذئاب مثلي...وما أن سمعت صوت الرصاصة حتي تحولت من ذئب هائج الي قط هارب...ورجعت الي البلدة بسرعة البرق

الخميس، 26 مارس 2009

الرسالة الخامسة (حب من خرم الحيطة)

لقد انتهت دراستي بالمرحلة الأبتدائية بحصولي علي الدرجات النهائية وكيد الأعداء(المدرسيين الذين تنبأو بفشلي)وفرحت فرحا شديدا حينما قراء زملاءي أسمي في لوحة الشرف وبالطبع كان ما يهمني منهم واحدة فقط.لكنها لم تحضر يوم اعلان النتيجة فحزنت ما فرحته وزيادة.وبسؤالي عنها حيث كنت قد اكتسبت قدرا من الجراءة في الحديث والخطاب.... مع التقدم في الصفوف الأبتدائية فتبين لي أن والدها (العمدة) قد أصدر مرسوما قرويا بأكتفاء ابنته من التعليم والتزامها الدوار(المنزل) حيث أنه مفيش عندنا بنات تكمل.. .صدمت بهذا الخبر وكأني قفزت من فوق سورالمدرسة فارتطمت بصلعة الناظر فانهال علي ضربا بالعصا...لقد أحزنني حقا هذا الخبر وقتل ما أكنه من أمل في أن أكلمها في المرحلة الأعدادية بشأن كراستها التي وجدتها منذ الصف الثاني الأبتدائي...لقد هلع والدي وظن أني راسب حين دخلت عليهم بوجه كئيب...ولما أخبرته بالحقيقة ظن أني أكذب عليه حتي تحقق من الشهادة.أمر أمي أن تزغرد.. فزغردت أمي .. وبكيت أنا وكان حقا ذلك وأنا المهزوم في حبي الراسب في حظه.....مرت الأجازة وكأني باذنجانة في طاسة تقلي..وكأني خروف في مذبح يسلخ...وحتي دخلت الصف الأول الأعدادي كان يناوبني أمل أن يتراجع أبوها عن قراره.لكن وبمجرد بداية الدراسة ولم أراها معنا...امتلئت عيناي دموعا...وقلبي حزنا...وقلت أين الطريق الي المحبوب...وكأن حبي يكبر معي ويتطور فأصبحت أسمع الأغاني العاطفية التي تشير الي اختفاء الحبيب وفراقة وأتأثر من معاني الكلمات وجرح الموسيقي الحزينة الهادئة...وذات مرة جلست ونفسي...فقررت أن لا أستسلم ..أنا فقط الأن اريد أن أراها....فأخذت أبتكر طريقة لرؤيتها....فتذكرت أن منزل جدي المهجور يواجه دوار العمدة من الخلف...فخطرت ببالي فكرة جهنمية....أن أحدد اتجاه مطبخ الدوار عندهم حيث كان يشبه في تفصيله البيوت المدنية الحديثة بعض الشيء...وأن أقوم بثقب الحائط في الدور المقابل لهذا المطبخ من منزل جدي....ولقد استخدمت بعض الأدوات الحادة الخطرة لكني نجحت...وكان الثقب موازي تماما لشباك المطبخ عندهم....وحينما تأكدت من ذلك حينما نظرت ...كانت فرحتي مثل من وجد أبويه بعد أن ضل عنهم سنين في صحراء عاطش....لقد اتخذت سببا أمام والدي بأني أذاكر في منزل جدي المهجور لأن ذلك يساعدني علي التركيز في هدوئه وعلي الرغم من عدم اقتناعه الا أنه لم يمانع من ذلك...أما أنا فكانت مذاكرتي بتركيز شديد حتي كدت أفقد بصري من النظر من خرم الحائط....حيث كنت أراها وهي تتفنن وتتعلم طهي الطعام ..وترقص أمام المشعل تظن أن لا يراها أحد...بينما أنا أراها وأضحك وقلبي يتمزق ...

الرسالة الرابعة (موقف محرج أمام حبيبتي)

في أثناء الفسحة المدرسية وكنت كالعادة تحت شجرة كبيرة بالمدرسة أنظر الي الطلاب وهم يلعبون دون مشاركتهم وذلك بسبب أنطوائيتي المبررة سابقا...وفي قرار مفاجئ أردت أن أشارك أصدقائي في مرحهم فبدأت أولا بالتقرب منهم ومشاهدتهم من مكان قريب ومتابعتهم حيثما ذهبوا فتارة يجرون فأجري وتارة يقفون فأقف وما أن انتبهو لي أوهمتهم أني ألعب مع فريق آخر من الزملاء غيرهم. حتي أن دخلوا الفصل فدخلت معهم فقام أحدهم بشقلبة التخته التي كان يجلس عليها أخ محبوبتي حيث كان معنا في نفس الفصل في الصف الذي يتوسط الفصل وما إن تشقلبت التخته حتي تبعثرت كتبه علي الأرض وتناثرت أقلامه يمينا ويسارا ...فلم يروق لي ذلك وهممت بجمع ما تبعثر من كتب وأقلام لأرجعها كما كانت... وبينما أنا كذلك أسرع زميل(سوسة) الي الغفير الموكل بحراسة أبناء العمدة ,وأخبره أن أحد اللصوص من التلاميذ يقوم بسرقة شنطة إبن العمدة مستغلا وقت الفسحة وخروج التلاميذ ,,فأسرع الغفير واقتحم فناء المدرسة ممسكا بالعصا التي كان يضرب بها الحمارة,,,واقتحم الفصل,,,ومن سوء حظي وبطئي,,,لم أنتهي من جمع الكتب والكراريس والأقلام ,,,فكأني كنت أسرقها فعلا,,,لكن نيتي كانت طيبة,,,انهال علي ضربا وشتما,,,,والتفت التلاميذ لتشاهد اللص,,الذي يسرق كتبهم وأقلامهم منذ بداية العام الدراسي,,,ولقد كانت حبيبتي من بين اولئك الذي يشاهدون الجريمة ونظرت الي نظرة لا أنساها أبدا كانت أشد من عصا الغفير,,,لم أستطع الدفاع عن نفسي لأنه كالعاده فمي التصقت شفتاه حينما رأيت وجه حبيبتي,,,ولم أشعر بالضرب أيضا وكأنه يضرب جماد,,,مسكين أيها اللص البريء ويالا قساوت قلبك أيها الغفير...ويالا سوء فهمك أيتها الحبيبة

الرسالة الثالثه (كراسة حبيبتي)

وبعد دخولنا الفصل بعد ربع ساعة من التدريبات الشاقة التي لا تكتمل بسبب اهتمام المدرسين بمعاقبتي كما ذكرت في الرساله االسابقة وهي جنون الطفولة..اتذكر جيدا أني كنت في فصل تانيه تاني مستقلا التخته التي في المقدمة بجوار الباب...وكانت خلفي مباشرة تجلس...أميرتي وزميلتي (بنت العمدة)المدللة...لقد كادت عيناي تخرجان من خلف رأسي لمشاهدتها ثانية بثانية ...وكنت أرمي أذني...الي الخلف متصنتا كل همسة تهمسها وكل حركة تقوم به دون أن يلاحظ أحد ذلك ...والعجيب أني لا أستطيع أن أكلمها علي الرغم من أن كل الفصل يكلمها أشعر بأن فمي قد التصقت شفتاه...ولا أفوق من حالة الشلل الفموي هذة إلا بعد عودتي الي المنزل حيث أصبح لبقا وما أجمل فشري حينما أكذب علي والدي حينما يسألني...كنت أرسم له أنه أنا فقط بالمدرسة الذي أنال اعجاب كل المدرسيين لدرجة أن الناظر يمدحني كل يوم في الأذاعة المدرسية ويأمر التلاميذ بأن يصفقوا لي....وكان هذا حقا...ولكن فقط في خيالي لأنال إعجابها فتاره تشفق بي وتارة تعجب بي...يالي من صغير ولهان....ومن شدة الوله أني بعد كل نهاية يوم دراسي يخرج كل التلاميذ من الفصل إلا أنا... أنتقل الي تختتها وأجلس علي الكرسي الذي تجلس عليه بعض الوقت وفي مرة من المرات وأنا كذلك وجدت كراستها علي التخته لقد نسيتها...لقد فرحت فرحا شديدا أنها أول شيء من متعلقاتها أستطيع لمسه وحسه ..أن اسمها مكتوب عليها انها تهتم بكراستها وتجلدها وتضع عليها تكتا في وضع مائل يالها من جميلة...وبسرعة البرق وضعت كراستها في حقيبتي لكي أحضرها لها غدا...وبينما أنا بالمنزل أخرجت كراستها لكي أضعها بعيدا عن كتبي حتي لا يجدها والدي أنه أمر خطير جدا في عقلي الصغير أن يري والدي كراسة فتاه في حقيبتي وكأني اختليت بها بالمفهوم الحديث ...وأي فتاه؟؟ انها (بنت العمدة)...وكان أيضا هذا الشعور يعجبني وهو استحوازي لكراسة فتاه...وأنا ولد ...كما أنه كان يدغدغ أحساسي خاصة وأنها بداية حب...لقد أشرقت شمس يوم جديد وكالعادة صحوت مبكرا وكان ذلك يعجب والدي يراني متشوقا للدراسةولكي كنت متشوقا لوجهها...وكالعادة جلست في نفس المكان حتي أتي الركب العمدي...واسترقت بعض النظرات لوجهها وتلفظ الغفير بكلماته المشينه الي كالعادة وواصلت خيالي حتي دق الجرس وعوقبت ودخلنا الفصل....كانت نيتي أن أخبرها بشأن الكراسة وتكون جرءة لي لأول كلمة معها ولكن الحقيقة غير ذلك فكلما هممت بتكليمها شل فمي...حتي أصبحت كالمسحور...فأسوف وأخطط للغد أن أخبرها وحتي الآن لا تزال كراستها معي أحتفظ بها...حيث كانت في فترة طفولتي تمدني بقوة غريبة من الحماس فلقد عشقت الحروف وحفظتها لمجرد أن قرئتها ووجدتها في كراستها بخطها وكذلك عشقت الأرقام والتاريخ وكان ذلك من أسرار تفوقي في المراحل التالية لهذة المرحلة...ولقد أندهش كثير من المدرسين الذين كانوا يتنبأون بفشلي حينما رأوني أحصد الدرجات النهائية

جنون الطفولة

كان من أول أنواع الجنون التي صادفتنني..حين طفولتي...فهي من أحلي أنواع الجنون حيث اللامبررات للجنون....وحيث أصل الجنون...انه الأنطلاقة الأولي للطاقة المكبوتة منذ الأذل ..لقد آن الأوان لها أن تعبر عن جنونها بشتي الطرق ...وإن من أجن جنون طفولتي.هي أني أصبحت أول عاشق في التاريخ لم يتجاوز عمره السابعة....حين التقطت عدسات قلبي للمرة الأولي وجه فتاه....حسبتها علي خير....انها زميلتي ..كانت تأتي الي المدرسة هي وأخيها فوق حمارة بيضاء يقود بهم رجل يحمل فوق ظهره بندقية...لأنه في رتبة غفير وكان عليه اصطحاب أبناء العمدة يوميا الي المدرسة ...وهي مدرسة جميلة ونظيفة ومتطورة بأحدي قري محافظات الصعيد بلدتي الحبيب...وعلي الرغم من صغري إلا أني لم أخشي من بندقية الغفير...وكنت أنظركل صباح..الي وجه(بنت العمدة)وهي فوق الحمارة...يالها من جميلة...وكان الغفير..يزوم ويتلفظ ببعض الكلمات حينما يراني في نفس المكان كل صباح....أما هي فهي كأميرة فوق هودج لا تنظر الي أسفل....لقد حسدت الحمارة علي حمل كل هذا الجمال....ان شيئا بداخل قلبي الصغير يحدث لا اعرف معناه في وقتها انها اضطرابات ودقات سريعة كنت أحسبها حينئذ من الجوع حيث كنت أذهب باكرا قبل تناول وجبة الأفطار حتي أتمتع بمشاهدة الركب الأسطوري...ولكن في الحقيقة لم تكن كذلك الدقات انها بدايات لحب مبكر...يبدوا عليه الصمت والحرمان وتتوجه الأقدار وتموج به الأحداث...كنت أجلس في مكاني بعد مرور الركب علي.. متفكرا ومتخيلا تكمله من نسج أمنياتي لهذ الحدث وهي أن تقوم صاحبة السموا بإلقاء التحية علي....وتنزل وتدع الغفير واخيها يستمران الي داخل فناء المدرسة(نعم بالحمارة) أما أنا وهي فنتكلم في خيالي ونلعب ونضحك علي قطتها الصغيرة التي أحضرتها معها لتخربشني...ونذهب الي الشجر الملتف في الحديقة المدرسية ونجمع ما تحته من ثمار ونأكل الكثير لأني لم أفطر بعد....ثم تجري من أمامي حول شجرة مزهرة كانت تنتصف الحديقة وأجري ورائها...فتقع فوق المسطح الأخضر(النجيلة) فأقع الي جوارها في نية بريئة ...ما أجمل نوايا الطفولة....ولكن وبينما أنا وهي فوق النجيلة وإذ بالجرس يرن ويقطع عني حبل أفكاري وخيالي العذب الجميل معلنا بدء طابور الصباح....ولكني لا استسلم بسهولة....اني استمر في استراق النظرات الي وجهها الملائكي الجميل وأنا واقف بالطابور...وكان ذلك يعرضني كثيرا للضرب من المدرسين بتهمة عدم الأنتباه والنظر للخلف أثناء تأدية تدريبات الصباح....ولكني كنت لا أشعر بالضرب فإني كنت أعشق أن تنظرإلي وأنا المضروب المسكين..لكي أثيرشفقتها علي فكان تخيل ذلك يهون علي ولا يشعرني بألم...وكان يناوبني احساس أنها تلاحظني وتتابع تحركاتي وكان ذلك الخيال يعجبني فأعيش فيه وحدي جالسا تحت شجرة في فترة الفسحة وكان هذا سببا رئيسيا في جعلي طالبا انطوائيا...مكتفيا بما أنسجه من خيال امزج فيه ذرة من الواقع بألف ذرة من الخيال بل وربما أكثر